أن تفوز على الإتحاد في أرضه وبين جماهيره ولو في مباراة ودية فهذه تُحسب لك .. أما أن تفوز في مباراة تحديد مصير دوري بكامله فيه أيضا مصير 22 مباراة لعبتها خلال موسم طويل وشاق فهذه لوحدها بطولة ... وأن تدخل المباراة بفرصة يتيمة هي الفوز خارج أرضك مقابل فرصتين لمنافسك فهذه أيضا بطولة أخرى ....
الهلال الذي لعب بواقعية شديدة في الشوط الأول وتمسك بهدف الفريدي القحطاني وعض عليه بالنواجذ في الشوط الثاني يستحق اللقب بغض النظر عما قاله المشككون قبل المباراة بأن الإتحاد السعودي جامل الهلال بنظام المسابقة الذي يتم فيها حسم اللقب إذا ما تعادل فريقان بالنقاط من خلال حساب مواجهتيهما ذهابا وإيابا ... والغريب أن الإتحاد تعادل في الرياض وخسر في جدة ... ومن يخسر على أرضه وهو الداخل بفرصتين فلابد أنه سيتذكر ذلك طويلا ( ومريرا ) ولكنها كرة القدم .. لعبة الفرص التي لاترحم .... هل شاهدتم فرص كايتا وتكر على باب المرمى؟؟؟ من يضيع مثل هذه الفرص كيف له أن يفوز في مباراة كؤوس ؟؟؟؟
ليس سواريز من يُلام كليا على النتيجة لأن كرة تكر أو كايتا لو دخلت لنسي الجميع سواريز وخططه التي ستتعرض الآن لعشرات المقالات الناقدة والمطالبة بتفنيشه ....
قبل المباراة وفي لفتة نادرة توقع ضيوف صدى الملاعب أن يكون اللقب هلاليا ... والسبب أن الإتحاد لم يكن لامبهرا ولا مقنعا في آخر مبارياته إن كان مع الوحدة والشباب في الدوري أو مع سيباهان الإيراني في دوري أبطال آسيا .... وهذا لايعني أن الهلال كان أكثر إقناعا أمام الشباب مرتين أو أمام النصر ولكن الطريقة التي لعب بها الهلال في مباراة اللقب وتعملق حارسه الدعيع ( والذي أراه الأفضل والأجهز والأمثل لحراسة مرمى الأخضر حاليا ) هي التي منحته اللقب فيما هزم التسرع والرعونة نجوم الإتحاد وهزوا مشاعر جماهيره الكبيرة والرائعة والتي يتمناها أي ناد في العالم .. ولاننسى الإشادة بمن سافر من الرياض لجدة أو جاءها من مدن بعيدة أو قريبة ليقف مع الزعيم في مباراة هي الأهم هذا الموسم .....
مبروك للزعيم وهاردلك للعميد وعلى الفريقين أن يستخلصا العبر والدروس من قصة ملعب جدة الذي أتمنى أن تتسع مدرجاته لكل هذا الحب إما بملعب جديد أو توسيع الحالي....