يَـا مَنْ لَهُمْ نَظَـرٌ بِالْفِكْرِ وَالْبَصَرِ ** هَـلاَّ اسْتَمَعْتُمْ لِنَظْمٍ صِيْغَ كَالدُّرَرِ
مِنْ قَوْلِ مُلْتَزِمٍ بِالصِّدْقِ فِي الْخَبَرِ ** كُلُّ الْحَوَادِثِ مَبْدَاهَا مِـنَ النَّظَرِ
وَمُعْظَمُ النَّارِ مِـنْ مُسْتَصْغَرِ الشَّرَرِ
هِيَ الْمَلاَهِيَ كَـمْ غِرٍّ يَلُوْذُ بِهَـا ** وَكَمْ تَبَاهَى بِقُرْبٍ مِـنْ عَجَائِبِهَا
وَهَامَ حِيْنَ رَنَتْ واهْتَـزَّ جَانِبُهَـا ** كَمْ نَظْرَةٍ فَتَكَتْ فِيْ قَلْبِ صَاحِبِهَا
فَتْكَ السِّهَامِ بِلاَ قَوْسٍ وَلاَ وَتَرِ
قَـالُوا عُيُونٌ وَمَا نَسْطِيْعُ نُغْمِضُهَا ** عَـنْ ذِي وَذَاكَ فَسَطِّرْ مَا يُؤَنِّبُهَا
فَقُلْتُ ذِيْ خَطَرٌ بَلْ ذَاكَ أَخْطَرُهَا ** وَالْمَـرْءُ مَـادَامَ ذَا عَينٍ يُقَلِّبُهَا
فِي أَعْيُنِ الْغِيْدِ مَوْقُوفٌ عَلْى الْخَطَرِ
يَالَيْتَ شِعْرِيْ إِذَا مَـازَلَّ عَـابِرُهُ ** فِي يَوْمِ لاَ يَنْفَعُ الإِنْسَانَ سَاحِرُهُ
فَقُلْ لِمُنْغَمِسٍ فِي الْغَـيِّ حَـافِرُهُ ** يَسُرُّ نَاظِرَهُ مَـاضَرَّ خَـاطِـرَهُ
لاَ مَـرْحَبًا بِسُرُوْرٍ عَـادَ بِالْضَّرَرِ